الخميس، 20 أكتوبر 2016

متي تنزل القطة عن صدر الفتاة؟

كان يعجبني صدر الفتاة بشدة ، ناهدا كان ، منطلق من بشرة بيضاء كالسحاب الصافي ، مكوّر كرومانتين مهرمنتين ، لكن ثمّة قطة بغيضة تستر ذلك السطر الرفيع الذي يقسم الرومانتين وتغطي إحدي الحلمتين النافرتين بذيلها ، اشتد غيظي على القطة التى تنظر لي بعينين صفراوين ساخرتين ، أردت أن أمد يدي فأقتلها لكن ذلك لم يكن بمستطاع.

غلت أعصابي وأنا انتظر نزولها ليبدو صدرها جليا لعيني الظامئتين الممتلئتين بالرغبة والشهوة ، وغلت ذكورتي كموتور سيارة سيات لعنتها الشمس فوق الدائري في يوليو.

شارفت على اليأس تماما ، لكن الأمل بزغ فجأة إذ رأيت أعلي الصورة "أقسم بالله لست ساحرة ولا دجالة أضغط رقم 2 وستنزل القطة".
وحتي إن كانت كاذبة ، وكانت حقيقتها ساحرة أو دجالة أو شيطانة من أصل الجحيم فلا يهم ، المهم هو ذلك الصدر الذي يُعد ثروة قومية ، فضغط على رقم اثنين بأقصي سرعة ، لكن شيئا لم يحدث ، وضغط ثانيا ، وثالثا لكن شيئا لم يحدث ، فضغط اثنين وعشرين ، ومائتين اثنين وعشرين ، وسطرا كاملا به رقم اثنين والنتيجة كانت مؤسفة.
اتهمت نيتي الفاسدة ، وبعد برهة من الزمن قلت أن الأمر به لغز ما ، لكن غبار الشهوة مسيطر على عقلي ولا أستطيع التفكير ، فلأجرب بدائل أخري.


فبعد اللايك وعشرات الكومنتس قمت بمشاركة البوست في كل جروبات النحنحة المثالية علي فيس بوك ، وطبعت الصورة ووزعتها على الناس في الطرقات ليكتبوا اثنين بالقلم على الورقة فقابلوني بالسب والشتم والضرب ، وبعد ذلك لم يحدث شئ وظلت القطة كما هي بنظرتها الساخرة نحوي.

مرّت ثلاثة أعوام وأنا أنتظر نزول القطة ، وقفت مساندا وبقوة حتي تنصرف ، تحدثت ما استطعت عن مشاريع وانجازات لم تثمر ، صدّقت بها وآمنت ، صليت بالحسين وماري جرجس كي تتحقق لكن شيئا لم يحدث.
وكل التعليقات تشير إلي أن القطة ستنزل وسنري كل شئ بعد سنة ونصف ، ربما سنتين ، فمرت ثلاثة ولازالت القطة تنظر نحوي بسخرية لاذعة  ، والوضع يتفاقم ويتأزم ، وأعصابي تغلي وتشيط ، وعيني لا زالتا ثابتتين على صدر الفتاه الجامد المستفز ، أحدثها بصوتي الداخلي متسائلا متي؟.
واسترجعت ما فات إن كنت كتبت اثنين بعد لايك ثم شير ، ودعوت الناس للإيمان بالصدر الجميل الذي ستنزل عنه القطة ووجدت مؤيدين ومعارضين فلم تنزل ، لم لم تنزل القطة وفي الصورة كافة الإمكانات الطبيعية والكونية التى تجعلنا ننظر لذاك الصدر الجميل.
ما السبب؟.

كان الموضوع قد انتشر في النار كالهشيم في كل مواقع التواصل الاجتماعي بعد الخراب الذي حل ، والشدائد التى استوطنت ، والخراء الذي ملأ الآفاق ، والكل يتساءل متي ، لكن أحدا لم يجب.

كل المشاريع لا تعبر عن الواقع ولا احتياجاتي ، الكذب أصبح سهلا ، الوهم يغلّف الخطاب الرسمي للفتاة صاحبة الأكونت.
"أقسم بالله" كانت تحلف بها لكي أصدقها وأضغط رقم 2 ، فكم كانت كاذبة وهي تدعوني للإيمان بها وبما سيحدث لو استجبت لوعودها.
هل كنت أحمق وصدقت فتاة كاذبة تتحدث من أكونت مزيف وسرت خلفها كالحمار الحصاوي دون روية أو تفكير؟.
وهل ستزل القطة يوما ما؟.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات فيس بوك