الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

وردة العمر كله

عام جديد ...
يشرق علي الدنيا غضا جديدا .. ويشرق علي التاريخ زمنا تشكّل منك ...
وما أجمل الزمن يحسب مروره بين يديك ، وانقضائه في حبك ، ويؤرخ بعينيك ورؤياك ...
ما أجمل الزمن يأتي وفيه الأمل، والأحلام التي طالت .. يأتي وفيه التفسير والمعني وهدوء القلب لروعة الوصول ...
أشعر بكلمات التهاني جامدة هامدة في فمي ، فلا أري معني لتهنئتك بعام جديد ولكني أهنئ العام بك ، وبتواجدك فيه تتلطفين عليه باستنشاقك نسيمه ، ومداعبتك طبيعته ، والسير بطرقاته ...
فهل يمدح اللؤلؤ بالصدف ، أو القمر بالسماء ، أو الزهر بالأرض ، أو أنت بعام جديد ...؟
ولكم أبعث من نفسي هدايا ، تستقيم ومشاعري في طريقة ما ...
وهي ليست مما يألفه المرء ويعتاد ، ولكنها هديه فريدة في وجودها ... مثلك.
شاهقة المعني في نفسي ... كحبك.
عظيمة القدر ... كجمالك.

فأستلطف من الوجود أرق الأسماء تاركا للوجود معانيه التى بهتت ...
فأنتقي ( ورد ) ثم أضع عليه من المعاني الساكنة في نفسي ومعانيك الآمرة في قلبي، ثم أجعل منهما وردة أسميها (أنت).
لونها من عينيك، وعودها من رسمك، وعطرها من فمك ، وردة غريبة الكيان والتكوين، لا تشبه في الكون شئ، وهل تواجدك هنا إلا إحدي غرائب الموجودات أيتها الجميلة الفاتنة ...
فهذه وردتي اليك ...
وردة العمر كله

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

موت خراف الوادي - قصة قصيرة



السماء ملبدة بالغيوم، الضباب يخفي أسنمة التلال، الهضاب البعيدة اختفت تماما بما ينذر أن الضباب ماكث إلي حين وما ثمّ شمس مشرقة خلفها ، حتي أشعتها ستتكسر قبل الوصول للوادي وللنخيل.


صاحب الضباب صقيع يفتت العظم ويجفف الدم في العروق .. ومع مرور الوقت لم تشرق الشمس ... بل زاد الضباب كثافة وانتشارا، وزاد معه الصقيع المميت، حتي علا سعف النخيل ثلوج حارقة فتحول لونه الأخضر إلي داكن كئيب يبعث الحزن في كل نفس ... 



ولم تتحمل النباتات الصغيرة ما تساقط عليها من ثلوج فتقصفت سيقانها وارتمت تيجانها علي الرمل الأثيف لتبعث الرثاء في كل قلب ... 



ولم تجد الخراف مكانا بالوادي لتختبئ به من جحيم الثلوج المتزايدة بمرور الوقت، فعمّت أصوافها واخترقتها، حتي أخذت في الترنح والذوبان في سكرات الموت الأخيرة بلاصوت لتجمدها من الداخل في مشهد يبعث الدمع في كل عين ..



ما أقسي الموت حين تعجز عن مقاومته ولو بصرخة ..



لم يبق بالوادي نَسَمَة حية، امتلأ الوادي بأجداث النبات والحيوان، مسكينة الخراف، حتي تحلل جسدها وانتشار رائحتها العفنة في الوادي معلنة أن كان هنا خراف حرمت منه، مسكينة هي النباتات، ماتت قبل أن تشرق الشمس وقبل أن ترقص الفراشات على تيجانها ...

السبت، 27 سبتمبر 2014

القلب الأزرق

كانت ليلة من ليالي شتاء القلب الباردة، انكمش فيها القلب من رطوبة قارصة أحدثتها وحدته في أطرافه وأعماقه، فتركته (قلب أزرق) ليس به من الحس ليشعر بغيرها، ولا من الدم ليعيش بعدها.
فإن كانت الروح هي مادة الحياة لهذا الجسد، فإنها (هي) ماده هذه الروح وحياتها ونورها.

وكان الليل مطبق بلا نجم ولا قمر، فبدت السماء - كنفسي- كعين كحيلة أرّقها الحزن وأدمعها، فسال في وجهها دمع أسود فترمد، فلم يبق فيها ثمّ ضوء إلا خطوط نهار مضي .. أو ذكري حياة ولّت.

وهذه الأوقات لا تمر بذهاب ساعة فساعة، ولكن بالتألم لذكري بعد ذكري، حتي إذا بعُد الفكر في غور الزمن الماضي، وأمعن - قسرا- في استحضار صور بيننا؛ أشفق علىّ الليل وتركني.

وما لبث الليل أن يمر حتي أتت .. وأنا ساجي العين أترقّب وصولها مع يأسي منه، وهل تأتي بعد كل هذا الوقت!
وما هو الوقت وكيف يحسب!

إن غضبة واحدة منها تدفع العمر للأمام سنين عديدة، أما حين تَرق، ويداعبها الشوق فتبتسم .. تُكتب للنفس حيوات مديدة ..

فلا يجري الوقت على قلب العاشق كما يجري على غيره، إذ أن عمره لا يمضي بمرور يوم بعد يوم ولا سنة فسنة، ولكن بلقاء فلقاء .. وقبلة فقبلة.
فهو لا يعنيه كم مرّ من عمره بحساب السنين والأيام، بل كم مضي عليه وهو بين يديها الدافئة تلمس قلبه الملتاع بأناملها فيهدأ.

فلا تذكروا لي كم عمري لتغيُّر وجهي وتلون شعري، بل سلوني كم خفقة انتفض بها القلب لرؤية حبيب أو للمسته وضمّته .. فذاك سنّي وعمري.

جاءت مشرقة كأنها نهار فاجأ الليل الكئيب فبدده، وبدت لعيني بدر مكتمل يتهادي بين نجومه وشُهبه، فيتطاير الحسن منها كما يتطاير الشرر من كتلة لهب حارقة.

وإنها لحارقة بفتنتها ودلّها وطلعتها، فكأن المرأة كتابا وهي غلافه وعنوانه، أو كأنها امرأة أُفرغ فيها جمال الأنوثة ومعاني الأنوثة حتي أصبحت دليلا على الجمال في الفكر والخيال الإنساني.

والمرأة إن زاد جمالها اتقد فيها حتي تغلي أنوثتها بداخلها وتفور، فتظل بداخلها كمرجل يتأجج يلتهم أعصابها وهي بانتظار لمسة هادئة باردة على كل هذا الجحيم الأنثوي فتبدده وتسكن ..
وما أراها الآن إلا ملتمسة تلك اللمسة.

الاثنين، 21 يوليو 2014

قصيدة: ليه .. ؟

أنا خايف يوم لتسألني ايه الموضوع
وليه الحر لو يهتف يكون ممنوع
وليه العار حوالينا شجر وفروع
وليه الدمع في عنينا الم موجوع
وليه أيامنا قدامنا طريق مزروع
يأس وخنوع
وليه الأمل في طريقنا شجر مقلوع
وليه الأرض محتلة
وليه السهم في جرابه عليه ذلة
وليه القلب ليه جاحد نسي الملة

وليه بنداري علي سكوتنا وبندور علي علة
وليه الشمس في بلادي ماليها وجود
وليه الموت بقي عادي وما بينا سدود
وليه الجندي قاعد بنا كإنا جنود
وليه الحرب لو قامت تكون بنا
وما ليها حدود

انا خايف يوم متسألني
ما هتلاقي كلام يتقال
لان الهم في بلادنا بيوت وجبال
وسكوتنا عليه بقي حكمة لكل سؤال
حتي الدم في عروقنا
لو فكرنا يوم يغلي
هيبقي محال

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

أنا هبعد

اتا هبعد
وشوف الدنيا من بعدي
هتبقي ازاي
وشوف الدمع في عيونك
وحزن فراقي في جفونك
صرخة ناي

انا عارفه انا مضيقاك
وغيرتي عليك كتير صعبه ومش سيباك
وليل ونهار بكون خايفه
وانادي عليك من اللهفة 
تخدني معاك

واصعب لحظة بتعدي 
علي همومي وعلي قلبي
لما الاقيك هنا جنبي 
ومش شايفاك

انا هبعد 
عشان الحب مش غلطة
ولا نزوة في لحظة تفوت
ولا كلمة هنقولها بعلو الصوت
وبعد ثواني متعدي بسرعة تموت

انا اللي بقول كده كفايه آهات ودموع
وصبر جبال ملوش فايدة عليك بيضيع
لا هستني تقوللي بحبك
ولا أشواق حبيب مخدوع

جراحي ف يوم هتداوي
وهنسي أكيد
ولا تسألني عن حالي وقلبي بعيد
وعيش اللحظة من بعدي
وشوف قمراية بتقدر 
واهو تجديد

ولما تفوق من النشوة
وتدبل لذة النزوة
وتيجي تحن لمبارح
توصل بيه أمل بكره
هقولك لا دا انا مضيقاك
وازاي هتعيش مع وحده
كانت قرفاك


تعليقات فيس بوك