الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

عطرك


الآن .. ومع دخول الليل يتسحب في خفة كاللحن الجميل الشادي المطرب، بهدوئه وسكونه ووداعته اللطيفة .. أتذكرك.
وهل الليل إلا أنت !


 وهل أنت إلا ليل يأتي علي النفس الثائرة فيعمل فيها عمل المطر المرسل علي نار مؤججة، ثم لا يدعها حتي تهدأ ألسنتها وتتبدد أدخنتها ثم تنثر في سمائها عطر كعطرك.
وآه من عطرك سيدتي .. 
لازلت أنتشيه، لم يفارقني .. كأن ذكراه بداخلي سحابة ماطرة ترسل زخاتها علي قلبي الملتاع، فلا تدعه إلا كزهرة ربيعة متفتحة ندية رقراقة بهية زاهية بديعة.


وآه لك .. أي عطر كان، فلا أحسب أن لو أريد لسِحْر السَّحَر وجماله وفنونه أن يكون كشئ لكان هذا العطر.


آه أيتها الحبيبة .. وكأن هذا العطر معبأ من غيمة في صبيحة يوم في الجنة.
فكم من معني يبعثه في نفسي، وكم من خيالات يضعه في عقلي، وكم من آماني يرسمه لنا في قلبي، وكأن هذا العطر في أعطافك رسول الحب الصادق من قلبك إلي قلبي، وابتسامة صافية من روحك النقية إلي روحي .


يداعبني عبيره الأخّاذ، ويلهو بعاطفة داخلي في سمائك الصافية الشفافة، فيأخذ من نفسي ويدع، ويذهب بروحي ويجيء، ويصعد بقلبي ويهبط، وكأنني آتيك منقادا بأنف عاشقة مفتونة مسحورة بعطرك أيتها الجميلة الفاتنة .


وكأنني أشتم هذا العطر بأنف نابتة بقلبي، فلا يقع هذا السحر إلا فيه، ثم ينتشر عبيره وعبقه ونشوته بأعصابي، فتأخذني هزة عنيفة رقيقة، شديدة هينة، قاسية لينة، عاصفة ساكنة، ثم أهدأ وكأنني مريض طَعِمَ الشفاء فاستراح.

تعليقات فيس بوك