الخميس، 30 يناير 2014

موت الشيطان


موت الشيطان


كانت المؤامرة
أبطالها جيل من الخصيان
أنجبوا شيطان
كلهم كانوا أبوه
لأنهم .. كلهم .. أنجبوه
أحتضنوه بشوق الأب العقيم
الذي مرّ من عمره ثلاثين
يبحث عن أمل
بين الأضرحة
والآباء القديسين
ولمّا ولد
تليت الآيات
ورفعت الصلبان
بقلب القاهرة
هل كان إنسان
هل كان شيطان
أيمّا كان ...
نحن خلقناه معشر الخصيان.
دماؤه دماؤنا
وهذا اللحم الذي يكسو عظامه اللينة
لحمنا
الذي تشقق تحت سياط الجبابرة
خلف القضبان الغادرة

*

وبمرور الوقت .. كان يكبر
يمشي على سفح مشاعرنا يتبختر
نداعبه .. نلاعبه .. نقبّله .. ونسأله:
متي تكبر .. لتمنحنا الأمان
وترفع عنا وسْم الخصيان
وترد عنّا بطش السلطان.
فكان يضحك ...
ويعطينا ظهره
ليحتمي بنا
ثم استدار فجأه
فلم يجدنا خلفه
وجدنا نلعنه
وكأننا ما خلقناه
ولا شهدنا النشأه
وقلنا اقتلوه
اقتلوا هذا الشيطان اللعين
- وكأننا ما انتظرنا مقدمه ثلاثين –
اقتلوه واقتلوا المؤامرة
كي لا يعكر صفو القاهرة
ولا يحزن العين الساهرة
بين قنينة الخمر وثدي العاهرة

*

ها هو الشيطان الذي خلقتموه
قبل مرور العام
وقبل الفطام
قد قتلتموه
فلم العصيان والذنوب
وتساقط الأموال من الجيوب
علي سلم الطائرة
لم الغرق
ولم الماء تجمّد
وقد نزعت صور الشيطان
من أشرعة الباخرة
لم المناجم والمحاجر والمصانع والحوانيت أغلقت
وقد نزعت أقفال الشيطان .. من عجل القاطرة

*

هاهو الشيطان قد مات
وحفظ في السجلات
( بابن المؤامرة )

*

ها هو الشيطان قد مات
وأظلمت القاهرة
فلم البكاء بعد القضاء على ( المؤامرة )
ولم استجداء التراب العطن
لخلق شيطان جديد ... ينقذ الوطن
وينقذكم .. من المحن

*

كان طفلكم الذي أثبت في أصلابكم الفحولة
كان صوته صادحا: يا أبي .. ينبت في ظهوركم الرجولة
لكنكم لعنتموه .. وصلبتموه .. وقتلتموه .. في قلب القاهرة
والتقي دمه المسفوح بدم ولادته الطاهرة

*

إن البكاء لا يحيي العظم الرميم
والخصيان لا تبني وطنا مستقيم

*****

للشاعر: عبد الحميد بشارة
الخميس 30 / 1 / 2014

تعليقات فيس بوك